لمّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه يمتلك بالفعل مرشحًا مفضلًا لتولي رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في المرحلة المقبلة، لكنه أوضح في الوقت نفسه أنه غير متعجل للإعلان عن الاسم، بالتوازي مع تصريحات مثيرة أبدى فيها تفكيره مجددًا في إقالة الرئيس الحالي للبنك المركزي جيروم باول.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الاثنين، ردًا على سؤال حول ما إذا كان لديه مرشح مفضل لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي، إن موقفه لم يتغير، وإنه سيعلن عن الاسم في التوقيت المناسب، مشددًا على أن الوقت لا يزال متاحًا أمامه لاتخاذ القرار.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن باول “يجب أن يستقيل”، مشيرًا إلى أنه “يحبذ إقالته”، لافتًا إلى أنه اقترب بالفعل من اتخاذ هذه الخطوة في يوليو الماضي قبل أن يتراجع بعد ردود فعل سلبية في الأسواق المالية.
في ظل الغموض المحيط بمنصب رئاسة الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات الرئيس ترامب المثيرة حول إقالة جيروم باول، مع تأثير ذلك المباشر على السياسة النقدية وتقلبات الأسواق، تبرز الحاجة لأدوات تحليل استباقية ترصد هذه التطورات السياسية الخطيرة.
غموض في التوقيت والأسماء المطروحة
وخلال حديثه مع الصحفيين في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، قال ترامب إنه قد يعيد النظر في مسألة إقالة باول، مؤكدًا أن هذا الاحتمال لا يزال قائمًا.
ولم يكشف ترامب عن اسم المرشح الأوفر حظًا لتولي رئاسة الاحتياطي الفيدرالي، مكتفيًا بالإشارة إلى أن الإعلان سيتم “في وقت ما خلال يناير”.
وتشير التقديرات إلى أن مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت يُعد من أبرز المرشحين، رغم أن ترامب عبّر أيضًا عن اهتمامه بالحاكم السابق للاحتياطي الفيدرالي كيفن وارش، إلى جانب أسماء أخرى طُرحت ضمن القائمة النهائية، من بينهم عضوا مجلس الاحتياطي الفيدرالي الحاليان كريستوفر والر وميشيل بومان، إضافة إلى ريك ريدر من شركة بلاك روك.
تصريحات متناقضة وانتقادات ممتدة
وكان ترامب قد أدلى في وقت سابق بتصريحات غامضة وأحيانًا متناقضة بشأن آلية اتخاذ قراره لاختيار الرئيس الجديد للبنك المركزي، إذ قال في مطلع ديسمبر إنه حصر المرشحين في اسم واحد، قبل أن يعود ويؤكد لاحقًا أنه لا يزال يدرس عدة أسماء، مع إطرائه على أكثر من مرشح ضمن القائمة المختصرة.
ويُعرف ترامب منذ فترة طويلة بانتقاداته المتكررة لجيروم باول، رغم أنه هو من اختاره لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي خلال ولايته الرئاسية الأولى، إذ يرى الرئيس أن السياسة النقدية الحالية لا تخدم أهداف البيت الأبيض، خاصة في ما يتعلق بخفض تكاليف الاقتراض وأسعار الرهن العقاري.
ورغم أن الاحتياطي الفيدرالي خفّض أسعار الفائدة في الاجتماعات الثلاثة الأخيرة، فإن مسؤوليه أشاروا في ديسمبر إلى أنهم يتوقعون خفضًا واحدًا فقط خلال 2026، وهو ما يتعارض مع رغبة ترامب في اتباع نهج أكثر توسعًا.
ملفات قانونية ومستقبل رئاسة الفيدرالي
وفي تطور لافت، قال ترامب يوم الاثنين إنه يدرس إمكانية رفع دعوى قضائية ضد باول بتهمة “عدم الكفاءة”، على خلفية مشروع تجديد جارٍ في مقر الاحتياطي الفيدرالي.
ومن المقرر أن تنتهي ولاية باول كرئيس للاحتياطي الفيدرالي في مايو 2026، بينما تمتد عضويته في مجلس محافظي البنك المركزي حتى 2028، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة بشأن مستقبله داخل المؤسسة.
ولم يعلن باول حتى الآن ما إذا كان سيغادر المجلس عند انتهاء ولايته كرئيس، إذ إن استمراره كعضو في مجلس المحافظين قد يحرم ترامب من فرصة تعيين عضو جديد في المجلس، ويُبقي جزءًا من نفوذ السياسة النقدية بعيدًا عن التغيير السريع الذي يسعى إليه البيت الأبيض.