ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الثلاثاء، لتعوض جزءًا من خسائرها الحادة في الجلسة السابقة، في وقت ساهمت فيه سيولة نهاية العام الضعيفة في زيادة حدة التقلبات، وسط توقعات المتعاملين بأن تدفع العوامل الأساسية المعادن النفيسة نحو مستويات قياسية جديدة خلال 2026.
صعد سعر الذهب الفوري بنسبة 0.7% ليصل إلى 4,361.71 دولار للأوقية، بعدما سجل أعلى مستوى تاريخي عند 4,549.71 دولار يوم الجمعة. وكان المعدن الأصفر قد هبط يوم الاثنين إلى أدنى مستوياته منذ 17 ديسمبر، مسجلًا أكبر تراجع يومي بالنسبة المئوية منذ 21 أكتوبر.
كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم فبراير بنسبة 0.8% لتسجل 4,377.20 دولار للأوقية.
تقلبات مرتفعة مع تراجع السيولة
ويرى محللون أن موجة البيع الحادة التي بدأت مع افتتاح تعاملات يوم الاثنين تعكس حجم التقلبات الكبيرة في السوق، والتي تفاقمت بفعل ضعف أحجام التداول المرتبطة بموسم العطلات ونهاية العام.
وتراجعت مؤشرات القوة النسبية لكل من الذهب والفضة يوم الاثنين من مناطق التشبع الشرائي، في إشارة فنية إلى انحسار الزخم الصاعد مؤقتًا بعد موجة ارتفاع قوية.
ورغم هذا التراجع، يواصل الذهب تسجيل أداء استثنائي خلال 2025، بعدما ارتفعت أسعاره بنحو 66% منذ بداية العام.
محركات أساسية تدعم الاتجاه الصاعد
جاء هذا الصعود القوي مدفوعًا بخفض أسعار الفائدة، وتزايد الرهانات على مزيد من التيسير في السياسة النقدية الأمريكية، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية، وقوة الطلب من البنوك المركزية، وارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.
ويتوقع المتعاملون تنفيذ خفضين على الأقل في أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام المقبل، وهي بيئة عادة ما تصب في صالح الأصول التي لا تدر عائدًا، مثل الذهب، مع تراجع تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بها.
وفي هذا السياق، ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 3.1% ليصل إلى 74.49 دولار للأوقية، بعدما سجل في الجلسة السابقة أعلى مستوى تاريخي عند 83.62 دولار، رغم تسجيله يوم الاثنين أكبر خسارة يومية له منذ 11 أغسطس 2020.
الفضة تتفوق والآفاق طويلة الأجل إيجابية
وحققت الفضة مكاسب قوية منذ بداية العام بلغت 158%، متفوقة بفارق واسع على الذهب، مدفوعة بإدراجها ضمن قائمة المعادن الحيوية في الولايات المتحدة، إلى جانب قيود المعروض، وتراجع المخزونات، وارتفاع الطلب الصناعي والاستثماري.
ويتوقع محللون استمرار الاتجاه الصاعد على المدى الطويل لكل من الذهب والفضة، مع تحديد مستهدفات سعرية خلال الأشهر الستة المقبلة عند 5,010 دولارات للأوقية للذهب و90.90 دولارًا للفضة.
وعلى صعيد المعادن الأخرى، ارتفع سعر البلاتين الفوري بنسبة 1.8% ليصل إلى 2,146.81 دولار للأوقية، بعدما سجل يوم الاثنين أكبر هبوط يومي في تاريخه عقب ملامسته قمة قياسية عند 2,478.50 دولار.
الذهب عند التسوية أمس
تراجعت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات الإثنين، وسط عمليات جني أرباح أعقبت وصول المعدن النفيس إلى مستوى قياسي جديد في نهاية تداولات الأسبوع الماضي.
هبطت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم فبراير بنسبة 4.6% أو ما يعادل 209.1 دولار إلى 4343.60 دولار للأوقية، بعد أن سجل العقد الأكثر نشاطاً إغلاقاً قياسياً للمرة الـ 52 هذا العام في ختام جلسة الجمعة.
تذبذب واسع في البلاتين والبلاديوم
في المقابل، تراجع سعر البلاديوم بنسبة 0.7% ليصل إلى 1,605.72 دولار للأوقية، بعد أن فقد نحو 16% من قيمته خلال جلسة يوم الاثنين، في واحدة من أعنف موجات الهبوط اليومية التي يشهدها المعدن.