حصلت شركة بينانس (Binance) على ثلاث تراخيص منفصلة من الجهة المنظمة للقطاع المالي في أبوظبي، ما يمنح شركة تداول العملات المشفرة العملاقة أحد أكثر تراخيصها شمولاً حتى الآن.
تغطي الموافقات، التي صدرت خلال أسبوع أبوظبي المالي، أنشطة منصة التداول المُنظمة، والبنية التحتية لعمليات المقاصة، وذراع الوساطة التابعة للشركة. تتيح هذه التراخيص لـبينانس تشغيل منصة للتداول، وتقديم خدمات الحفظ والتسوية، وطرح خدمات خارج البورصة من أبوظبي.
تربط بينانس علاقات وثيقة مع أبوظبي بعد أن حصلت في مارس الماضي على استثمار بملياري دولار من شركة إم جي إكس (MGX) المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، التي يرأس مجلس إدارتها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
لم تحسم منصة العملات المشفرة بعد موقع مقرها العالمي، لكن الرئيس التنفيذي المشارك ريتشارد تينغ قال خلال أسبوع أبوظبي المالي العام الماضي إن الإمارات خيار جذاب. وشغل تينغ سابقاً منصباً تنفيذياً في سوق أبوظبي العالمي، المنطقة المالية الحرة الدولية في الإمارة.
أبوظبي تزيد استثمارها في صناديق بتكوين
أبوظبي، بثروتها السيادية التي تبلغ تريليوني دولار، من أبرز المستثمرين في قطاع العملات المشفرة والأصول الرقمية. زاد مجلس أبوظبي للاستثمار حجم استثماره في صندوق مؤشرات بتكوين المتداول بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال الربع الثالث من العام، قبيل تحول سوق العملات المشفرة من موجة صعود إلى موجة بيع واسعة.
يُذكر أن المجلس، وهو وحدة مستقلة ضمن شركة مبادلة للاستثمار، رفع حصته في صندوق آي شيرز بتكوين تراست التابع لـبلاك روك (BlackRock Inc) إلى نحو 8 ملايين سهم حتى 30 سبتمبر، وفقاً لإفصاح تنظيمي، وكانت قيمة الحصة آنذاك نحو 518 مليون دولار.
وكان تشانغبينغ تشاو مؤسس بينانس قد تنحى عن منصب الرئيس التنفيذي في عام 2023 إثر إقراره بانتهاك قوانين مكافحة غسل الأموال الأميركية، ووافقت الشركة حينها على دفع أكثر من 4.3 مليار دولار لتسوية تحقيقات أميركية استمرت سنوات. وقد حصل تشاو على عفو من الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أكتوبر الماضي.
هيمنة عالمية
ولا تزال بينانس هي منصة العملات المشفرة المهيمنة عالمياً، بحصة سوقية نحو 35% حتى الثاني من ديسمبر، وفق بيانات شركة كايكو (Kaiko).
وسجلت بينانس في السابق شركات تابعة لها لدى الهيئات التنظيمية المحلية في دول منها فرنسا، بينما حظرت السلطات أنشطتها في أماكن أخرى، مثل بريطانيا.
وسعت المنصة أيضاً إلى التوسع من خلال عمليات الاستحواذ، وحققت تقدما في الآونة الأخيرة. وفي أكتوبر، وافقت السلطات في كوريا الجنوبية على استحواذ بينانس على منصة جي أو بي إيه أكس (GOPAX) بعد مراجعة استمرت أكثر من عامين.