ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، مع تفوق المخاطر الجيوسياسية الممتدة من فنزويلا إلى روسيا على توقعات المعروض العالمي التي لا تزال تميل إلى السلبية.
ارتفع خام برنت القياسي العالمي في البداية نحو 61 دولاراً، ثم قلص بعض مكاسبه خلال اليوم، بعد أن امتنع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن التطرق إلى التطورات الأخيرة في فنزويلا، خلال خطاب ألقاه من البيت الأبيض. في غضون ذلك، تجاوز سعر خام غرب تكساس الوسيط 56 دولاراً.
وفرضت واشنطن هذا الأسبوع حصاراً على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات القادمة من فنزويلا، في وقت اتهم فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب كراكاس بالاستيلاء على حقوق الطاقة الأميركية.
ضغوط المعروض وتطورات فنزويلا
يتجه النفط لتسجيل خسارة سنوية في ظل مخاوف من أن يفوق المعروض العالمي الطلب، بعدما لامس خام غرب تكساس أدنى مستوى له منذ عام 2021 في وقت سابق من هذا الأسبوع، قبل أن تمنح التوترات بعض الدعم للأسعار. وأظهرت مؤشرات السوق من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة إشارات ضعف متزايدة.
وقال موكيش ساهديف، الرئيس التنفيذي لشركة إكس أناليست (XAnalysts Pty): هذا ليس الوقت المناسب لبيع السوق على المكشوف، في إشارة إلى المراهنة على الخسائر.
كما تستعد الولايات المتحدة لفرض جولة جديدة من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي في حال رفض الرئيس فلاديمير بوتين اتفاق سلام مع أوكرانيا. وتشمل الخيارات قيد الدراسة زيادة الضغط على ما يُعرف بـأسطول الظل من ناقلات النفط والمتعاملين الذين يسهّلون عمليات التصدير.
وفي فنزويلا، تمتلئ مرافق تخزين النفط والناقلات الراسية في موانئها بسرعة، بحسب أشخاص مطلعين على الوضع. وإذا بلغت الطاقة الاستيعابية حدها الأقصى، فقد تُجبر شركة بتروليوس دي فنزويلا المملوكة للدولة، التي يقترب إنتاجها من مليون برميل يومياً، على إغلاق بعض الآبار.
وفي حديث عبر التلفزيون الرسمي، قال الرئيس نيكولاس مادورو إنه تحدث يوم الأربعاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وأضاف: الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام لفرض حكومة دمية لا تصمد 47 ساعة، تسلّم السيادة والثروة، وتحول فنزويلا إلى مستعمرة. وتابع: هذا لن يحدث، أبداً.
وفي السياق نفسه، عبّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن دعم بلاده لفنزويلا يوم الأربعاء، منتقداً ما وصفه بالإكراه الأحادي، وذلك بعد ساعات من إصدار ترمب أمر الحصار. وقال كبير الدبلوماسيين الصينيين لنظيره الفنزويلي إيفان غيل إن بكين تعارض التنمّر الأحادي، وفق بيان رسمي.