تحولت أسعار النفط إلى الارتفاع مرة أخرى خلال تعاملات اليوم الإثنين، بعد أن تراجعت في وقت سابق من الجلسة إلى أقل من 77 دولاراً للبرميل، وسط مخاوف من نقص الإمدادات بعد تحرك واشنطن في مطلع الأسبوع للانضمام إلى إسرائيل في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.10% إلى 77.88 دولاراً للبرميل. كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 1.10% لتصل إلى 74.65 دولاراً.
وكان الخامان قد قفزا بأكثر من 3% في بداية الجلسة، ليبلغا 81.40 دولاراً و78.40 دولاراً على الترتيب للبرميل، وهو أعلى مستوى يصلان إليه منذ خمسة أشهر، قبل أن يتخليا عن بعض مكاسبهما.
وجاء هذا الارتفاع في الأسعار بعدما صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه «محا» المواقع النووية الإيرانية الرئيسية في ضربات نُفذت مطلع الأسبوع، منضماً إلى هجوم إسرائيلي في تصعيد جديد للصراع في الشرق الأوسط، مع تعهّد طهران بالدفاع عن نفسها.
ارتفاع أسعار النفط
وتُعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك).
ويتوقع المتعاملون في السوق مزيداً من الارتفاع في الأسعار، وسط تنامي المخاوف من أن يشمل الردّ الإيراني إغلاق مضيق هرمز، الذي يمرّ عبره نحو خُمس إمدادات النفط الخام العالمية.
وذكرت قناة «برس تي.في» الإيرانية أن البرلمان الإيراني وافق على إجراء يقضي بإغلاق المضيق. وكانت طهران قد هدّدت مراراً في الماضي بإغلاقه، لكنها لم تُقدم على تنفيذ هذه الخطوة من قبل.
وقالت جون جو، كبيرة المحللين لدى شركة «سبارتا كوموديتيز» لرويترز، إن «مخاطر تضرّر البنية التحتية النفطية... قد تفاقمت».
وأضافت أنه، ورغم وجود بدائل من خلال خطوط أنابيب خارج المنطقة، فإن كمية من النفط الخام ستظل غير قابلة للتصدير بالكامل في حال إغلاق مضيق هرمز، مشيرة إلى أن عدداً متزايداً من شركات الشحن قد يتجنّب المنطقة.
وقال بنك «غولدمان ساكس» في تقرير صدر أمس الأحد، إن خام برنت قد يبلغ ذروته مؤقتاً عند 110 دولارات للبرميل، إذا انخفضت تدفقات النفط عبر هذا الممر المائي الحيوي إلى النصف لمدة شهر، وظلّت منخفضة بنسبة 10% خلال الأحد عشر شهراً التالية.
ومع ذلك، لا يزال البنك يفترض عدم وقوع اضطراب كبير في إمدادات النفط والغاز الطبيعي، مع توقّعات بإضافة حوافز عالمية للحيلولة دون حدوث انقطاع مستمر وكبير.
وارتفع خام برنت بنسبة 13% منذ بداية التصعيد في 13 يونيو حزيران، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط بنحو 10%.
وقال محللون إنه من غير المرجّح أن تستمر علاوة المخاطر الجيوسياسية الحالية من دون حدوث اضطراب ملموس في الإمدادات.