انخفضت الأسهم الأمريكية فور افتتاح السوق يوم الثلاثاء، مستأنفة موجة البيع التي بدأت في نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن تجددت المخاوف التجارية إثر تحركات صينية مفاجئة خلال الليل.

تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 504 نقاط، أي بنسبة 1.1%. كما خسر مؤشر إس آند بي 500 نسبة 1.3%، بينما هبط مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2%.

وكانت الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، التي قادت موجة الصعود السابقة في السوق، هي الأكثر تضررًا. فقد تراجع سهم نفيديا بأكثر من 3%، بينما خسرت تسلا وأوراكل نحو 2.5% و1.4% على التوالي.

العقوبات الصينية تفجر التوتر التجاري

فرضت الصين عقوبات على خمس شركات أمريكية تابعة لشركة هانوا أوشن الكورية الجنوبية، ما يمنع المنظمات والأفراد داخل الصين من التعامل مع تلك الشركات. وأوضحت الحكومة الصينية أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الأمن القومي للبلاد.

وفي تصريح لصحيفة فاينانشال تايمز ، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت يوم الاثنين إن فرض العقوبات على الشركات الأمريكية يعكس ضعف الاقتصاد الصيني، مضيفًا أن قادة الصين يريدون أن يسحبوا الجميع معهم إلى الأسفل.

وارتفع مؤشر التقلب فيكس، المعروف بمقياس الخوف في وول ستريت، متجاوزًا مستوى إغلاق يوم الجمعة، مما يشير إلى تجدد القلق في الأسواق بشأن غياب حل قريب للنزاع التجاري مع الصين. كما تجاوز المؤشر مستوى 22 نقطة، وهو الأعلى منذ أربعة أشهر.

تصاعد التوترات والرسائل المتناقضة

بدأت التوترات التجارية تتصاعد منذ نهاية الأسبوع الماضي عندما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية، مما تسبب في تراجع حاد للأسهم. فقد خسر مؤشر داو جونز يوم الجمعة أكثر من 800 نقطة، بينما سجل إس آند بي 500 أكبر خسارة يومية له منذ 10 أبريل.

لكن يوم الأحد خفف ترامب لهجته في منشور على منصة تروث سوشيال، قال فيه: لا تقلقوا بشأن الصين، كل شيء سيكون على ما يرام.

أدت تلك التصريحات إلى صعود قوي للأسهم يوم الاثنين، حيث ارتفع مؤشر إس آند بي 500 وداو جونز بأكثر من 1%، في أفضل أداء يومي للأول منذ 27 مايو، وللثاني منذ 11 سبتمبر، منهياً بذلك سلسلة خسائر استمرت خمسة أيام. واستعاد الارتفاع أكثر من نصف خسائر إس آند بي 500 التي مُني بها يوم الجمعة، وقرابة ثلثي خسائر داو جونز.

توقعات متوترة رغم النتائج الإيجابية

وقالت أولريكه هوفمان-بورشارد، رئيسة قسم الأسهم العالمية في يو بي إس جلوبال ويلث مانجمنت، في مذكرة بحثية: لا تزال السياسة التجارية المحرك الرئيسي للأسواق المالية الأمريكية هذا العام، وقد شهدنا الأسبوع الماضي تصعيدًا حادًا في التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

وأضافت: مع تصلب المواقف من الجانبين، نتوقع زيادة تقلبات الأسهم حتى نهاية الشهر. ومع ذلك، فإن تاريخ مفاوضات ترامب-شي يشير إلى أن التصعيد غالبًا ما يتبعه هدنة تكتيكية، وقد يشكل ملف المعادن النادرة ورسوم الشحن مفتاح الوصول إلى اتفاق محتمل.

وجاءت تحركات السوق يوم الثلاثاء رغم صدور نتائج فصلية قوية من عدد من الشركات الكبرى. إذ أعلنت شركات جونسون آند جونسون وجي بي مورغان تشيس وويلز فارجو عن أرباح فاقت توقعات المحللين، كما تجاوزت نتائج جولدمان ساكس أيضًا التقديرات.