ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد يوم الثلاثاء، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي وانخفاض عوائد السندات، في ظل تنامي التوقعات بأن يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة هذا الشهر، مما عزز الطلب على المعدن النفيس.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة KCM Trade: من المرجح أن نشهد المزيد من الارتفاعات في أسعار الذهب من هنا، شريطة أن يفي البنك المركزي الأميركي بتوقعات السوق بشأن تنفيذ عدة خفضات في أسعار الفائدة.
ضغوط سوق العمل تدفع الفيدرالي إلى التيسير
شهد نمو الوظائف الأميركية تباطؤاً حاداً في أغسطس، وارتفع معدل البطالة إلى 4.3% وهو أعلى مستوى له منذ نحو أربع سنوات، ما أكد على ضعف أوضاع سوق العمل، وعزز احتمالات خفض الفائدة من جانب الفيدرالي الأسبوع المقبل.
ويُسعر المتداولون حالياً فرصة بنسبة 89.4% لخفض الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في اجتماع هذا الشهر، مع احتمال بنسبة 10.6% لخفض أكبر بواقع 50 نقطة أساس
عادةً ما يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى الضغط على الدولار وعوائد السندات، مما يزيد من جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائداً.
ضعف الدولار يعزز جاذبية المعدن الأصفر
تراجع مؤشر الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى له منذ نحو سبعة أسابيع أمام منافسيه، مما جعل الذهب أكثر إغراءً لحائزي العملات الأخرى، فيما انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر.
في الوقت نفسه، يُتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه يوم الخميس المقبل.
وينتظر المستثمرون بيانات أسعار المنتجين في الولايات المتحدة يوم الأربعاء، ثم بيانات أسعار المستهلك يوم الخميس، للحصول على إشارات أوضح بشأن مسار سياسة الفيدرالي النقدية.
الذهب عند التسوية أمس
ارتفعت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات الإثنين، في ظل توقعات استئناف الفيدرالي خفض أسعار الفائدة هذا الشهر، وسط مؤشرات على تباطؤ سوق العمل.
زادت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم ديسمبر بنسبة 0.66% أو ما يعادل 24.1 دولار إلى 3677.40 دولار للأوقية في الختام، بعد أن لامست أعلى مستوى على الإطلاق عند 3685.70 دولار في وقت سابق من التعاملات.
الذهب والدولار الآن
ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 3642.09 دولار للأونصة، بعد أن لامس في وقت سابق مستوى قياسياً عند 3659.10 دولار.
كما صعدت عقود الذهب الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.1% لتسجل 3682.10 دولار.
وعلى الجانب الآخر، تراجعت عقود مؤشر الدولار بنحو 0.1%.
محفزات جديدة وارتفاعات تاريخية
وقال ووترر: قد يتمثل المحفز قصير الأجل في أن تأتي بيانات التضخم الأميركية هذا الأسبوع أقل من التوقعات، وهو ما قد يدفع الفيدرالي إلى زيادة نبرته التيسيرية في اجتماعه خلال سبتمبر، مما قد يسرّع من وصول الذهب إلى مستوى 3700 دولار.
وقد صعدت أسعار الذهب بنسبة 38% منذ بداية هذا العام، بعد أن كانت قد حققت قفزة بلغت 27% في عام 2024، مستفيدة من ضعف الدولار، وتزايد مشتريات البنوك المركزية، وسياسات نقدية ميسرة، إضافة إلى حالة عدم اليقين العالمية المتصاعدة.
أما بالنسبة للمعادن الأخرى، فقد استقرت الفضة الفورية عند 41.32 دولار للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.6% إلى 1390.80 دولار، وصعد البلاديوم بنسبة 1.1% إلى 1147.07 دولار.