ارتفعت الأسهم الآسيوية بقيادة اليابان، بعدما خفّف البنك المركزي مخاوف الأسواق بشأن خططه للتخلص من حيازاته الضخمة من الصناديق المتداولة بالبورصة (ETFs).

قفز مؤشر نيكاي 225 بنسبة 1.5% عقب تعليقات بنك اليابان التي هدأت الاضطرابات التي شهدتها الأسواق يوم الجمعة. كما تراجع الين. وسجلت الأسهم في أستراليا وكوريا الجنوبية مكاسب، بينما تراجعت بورصة هونغ كونغ بنسبة 1%. أما العقود الآجلة للأسهم الهندية فانخفضت بشكل طفيف مع ترقّب المستثمرين أثر الزيادة الحادة في رسوم طلبات تأشيرات H-1B على قطاع التكنولوجيا.

ارتفع مؤشر الدولار 0.1% ليواصل مكاسبه لليوم الرابع على التوالي. كما تراجعت سندات الخزانة الأميركية مع صعود عوائد السندات لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 4.14%. وزاد النفط 0.5% بعد خسائر طفيفة الأسبوع الماضي، فيما قفزت الفضة إلى أعلى مستوياتها منذ 2011.

دعم للأسواق اليابانية

أُزيلت حالة القلق التي كانت تثقل كاهل سوق الأسهم اليابانية بعدما كشف البنك المركزي خطة طويلة الأمد تمتد لقرن للتخلص تدريجياً من حيازاته الضخمة من الصناديق المتداولة. كما تحسّنت المعنويات بعد أن أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإحراز تقدم في القضايا التجارية مع الصين، معلناً أنه سيلتقي الرئيس شي جين بينغ عقب مكالمة هاتفية بين الجانبين.

وقال هومين لي، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي لدى لومبارد أودييه في سنغافورة: المكالمة الهاتفية بين ترمب وشي تحافظ على الزخم نحو إبرام المزيد من الاتفاقيات خلال لقائهما المرتقب، مضيفاً أن الاجتماع يعزز التوقعات باستمرار الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وأكد ترمب أنه سيلتقي شي على هامش قمة أبيك المقبلة، مشيراً إلى تقدم في صفقة تتيح استمرار عمل تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة. بينما جاء البيان الصيني أكثر تحفظاً، مع تعبير شي عن ثقته في قدرة واشنطن وبكين على معالجة الخلافات.

سبتمبر يخالف الاتجاه المعتاد

أنهت وول ستريت أسبوع الفيدرالي بتسجيل مستويات قياسية جديدة، مدعومة بتوقعات مزيد من خفض أسعار الفائدة وما يعنيه ذلك من تحسن في أرباح الشركات.

وقال جوليان إيمانويل، الاستراتيجي في إيفركور آي إس آي: النقاش حول الفقاعات دخل رسمياً إلى خطاب السوق– وإذا كان مؤشر إس آند بي 500 (S&P 500) بالفعل في فقاعة، فالسؤال هو: إلى أي مدى ستستمر؟. وأضاف أن ارتفاع سبتمبر خالف الاتجاه الموسمي المعتاد للتقلبات.

وترى إيفركور أن هناك احتمالاً بنسبة 25% لسيناريو الفقاعة –وصول مؤشر S&P 500 إلى 9,000 نقطة بحلول نهاية 2026– مقابل السيناريو الأساسي عند 7,750 نقطة.

رسوم التأشيرات لن توقف زخم الأسهم الأميركية

رأى خبراء استراتيجيون لدى بلومبرغ أن انخفاض معدلات التقلب في الأسواق، إلى جانب خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة، يعني أن الغيوم المرتبطة ببرنامج التأشيرات لن تُعطّل مسيرة الأسهم الأميركية نحو مستويات قياسية جديدة.

وقال غارفيلد رينولدز، رئيس فريق آسيا لدى MLIV: بالنسبة لشركات التكنولوجيا، تبدو أرباحها كافية لتجاوز أي ارتفاع مفاجئ في رسوم التأشيرات حتى لو تم تفعيلها.

مقترح ترمب بشأن التأشيرات

كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد دعا يوم الجمعة إلى إصلاح شامل لبرنامج تأشيرات H-1B، بما يشمل فرض رسوم طلب قدرها 100 ألف دولار. وأثار هذا المقترح قلق الشركات التي اعتمدت طويلاً على البرنامج لاستقطاب المواهب العالمية، خصوصاً في اقتصاد كاليفورنيا الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، حيث يعتمد أرباب العمل على مبرمجين ومحللي بيانات ومهندسين مهرة.

 

قد يضيف التحرك قدراً جديداً من عدم اليقين إلى الأسواق العالمية، مع احتمالات أن تكون الضغوط الأكبر على الهند وقطاع تكنولوجيا المعلومات البالغ حجمه 280 مليار دولار، والذي يواجه بالفعل تباطؤاً في النمو وتوتراً سياسياً بين رئيس الوزراء ناريندرا مودي وترمب.

وقال توني سيكامور، المحلل لدى IG في سيدني: من الصعب تجاهل فكرة أن الخطوة ليست موجهة سوى لمودي والهند.