ارتفعت الأسهم الآسيوية وتعزز أداء الدولار بعدما خفضت الصين أسعار الفائدة وأكدت خططها لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة، مما أنعش الآمال في تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وصعد مؤشر إقليمي لأسهم آسيا بنسبة 0.4% مع خفض الصين لسعر الفائدة الرئيسي. كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر إس آند بي 500 في التعاملات الآسيوية بنسبة 0.7% بعد أنباء عن لقاء مرتقب بين وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون غرير، مع مسؤولين صينيين الأسبوع المقبل في سويسرا.
وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.3%، منهياً سلسلة من التراجعات استمرت ثلاثة أيام، بينما تراجع الذهب بنسبة وصلت إلى 2.1%، وانخفضت سندات الخزانة الأميركية.
سيكون هذا اللقاء أول محادثات تجارية مؤكدة بين البلدين منذ أن أعلن الرئيس دونالد ترمب الشهر الماضي عن فرض رسوم جمركية شاملة، خاصة على الصين.
وكانت الأسواق المالية شهدت اضطرابات واسعة بسبب المخاوف من تصعيد ترمب لحربه التجارية العالمية من خلال فرض أعلى رسوم جمركية منذ قرن، وردّت بكين بالمثل، مما زاد من المخاوف بشأن دخول الاقتصاد العالمي في ركود.
استقرار المعنويات
قال كريستوفر وونغ، محلل استراتيجيات العملات الأجنبية في بنك أو سي بي سي السنغافوري، إن الأخبار المتعلقة بالمحادثات الأميركية-الصينية ساعدت في استقرار المعنويات. وأضاف أن الإعلان يساهم في انتعاش العملات الدورية، في حين تم التخلي عن الأصول الآمنة مثل الين والفرنك السويسري والذهب.
تُشجّع المحادثات المرتقبة المستثمرين الذين يترقبون تخفيف الرسوم الجمركية التي تهدد بشلّ التجارة بين البلدين. وكان ترمب فرض رسوماً تصل إلى 145% على العديد من الواردات الصينية، فيما ردّت بكين بفرض ضرائب استيراد بنسبة 125% على السلع الأميركية. وأدت هذه الإجراءات إلى سحب العديد من الشركات توقعاتها المستقبلية، كما تهدد برفع أسعار معدات التصنيع والسلع الاستهلاكية اليومية مثل الملابس والألعاب.
ورغم تحسن المعنويات بعد الإعلان عن المحادثات، لا يزال المستثمرون يترقبون نتائجها الفعلية. وقالت شارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في ساكسو ماركتس في سنغافورة: رغم أن الأجواء تبدو مطمئنة، فإنه من المبكر جداً توقّع تحقيق تقدم حقيقي في هذه المفاوضات، نظراً لتعقيدها.
صراع الهند وباكستان
وعلى الصعيد الجيوسياسي، أعلنت الهند أنها نفذت ضربات عسكرية محددة ضد باكستان، في خطوة متوقعة بعد تعهدها بالرد على هجوم مسلح الشهر الماضي في كشمير أسفر عن مقتل 26 شخصاً. وردّت باكستان بالقول إنها أسقطت خمسة طائرات هندية.
وفي أسواق هونغ كونغ قفزت الأسهم مع إعلان الصين خفض أسعار الفائدة، ضمن جهودها المتصاعدة لدعم اقتصادها المتضرر من حرب تجارية ثانية مع الولايات المتحدة..
وقال حاكم البنك المركزي الصيني، بان غونغشنغ، إن بنك الشعب الصيني خفّض سعر إعادة الشراء العكسي لأجل سبعة أيام من 1.5% إلى 1.4%، مضيفاً أن البنك سيخفض أيضاً نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك بمقدار نصف نقطة مئوية، من دون تحديد موعد دخول القرار حيّز التنفيذ.
من جهته اعتبر سات دوهرا مدير المحافظ في شركة جانوس هندرسون إنفستورز أنه رغم الأثر المباشر المحدود، إلا أن هذه الخطوات تساعد، على الهامش، في دعم الأسواق وتوفير السيولة، مؤكداً أن المحادثات التجارية هي العامل الأكثر تأثيراً هنا.
ترقب قرار الفيدرالي
يترقب المستثمرون أيضاً قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يوم الأربعاء، وسط توقعات بأن يُبقي البنك على أسعار الفائدة من دون تغيير.
ورغم ضغط ترمب على الاحتياطي الفيدرالي لاستئناف خفض الفائدة، شدد مسؤولو البنك على أهمية التريث لتقييم آثار السياسات التجارية الأخيرة على الاقتصاد.
وقال تييري ويزمان من ماكواري: إذا كان المتداولون يتوقعون أن يتدخل الاحتياطي الفيدرالي لإنقاذ الأسواق غداً، ويبعث برسالة شديدة الليونة تطمئن المخاوف السياسية والاقتصادية، فعليهم أن يعيدوا التفكير.