تخطط شركة السيارات الصينية بي واي دي (BYD) لإنشاء صالات عرض متطورة في المملكة العربية السعودية، والاستثمار في محطات الشحن السريع بقدرة ميغاواط واحد، والقادرة على تزويد السيارات الكهربائية بطاقة تكفي لمسافة 400 كيلومتر خلال خمس دقائق فقط، بحسب تصريحات ستيلا لي، نائبة الرئيس التنفيذي والرئيسة التنفيذية للشركة في الأميركتين وأوروبا لـاقتصاد الشرق.

قالت لي، في المقابلة التي أُجريت معها خلال زيارتها إلى الرياض: نعتزم بناء عدة مئات من هذه الشواحن في المملكة، وعدة مئات أخرى في الإمارات، ليصل إجمالي ما نخطط له في منطقة الخليج إلى ما بين 500 وألف شاحن، على أن يتم التنفيذ خلال أقل من عامين، لافتةً إلى أن الشركة الصينية الرائدة في مجال السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة تضع السعودية في صدارة استراتيجيتها الإقليمية، وأنها تمتلك كل ما يلزم للمساهمة في تحقيق أهداف رؤية 2030 في التحول نحو النقل المستدام، وتحويل 30% من السيارات إلى كهربائية. 

 

استعدادات BYD في السعودية

أوضحت  لي أن بي واي دي جاهزة لتزويد السوق السعودية بحافلات النقل والحافلات السياحية الكهربائية، وأنها قادرة على تقديم نموذج عمل يقوم على الدفع الشهري لتسهيل التمويل، بما يتيح تسريع جهود التحول الكهربائي في النقل العام. وتوقعت أن تتمكن السعودية، بفضل سرعة التنفيذ والالتزام، من تحويل كامل أسطول الحافلات إلى كهربائية في غضون ثلاث إلى خمس سنوات فقط.

وأضافت: خلال السنوات الثلاث الماضية استثمرنا بكثافة في الذكاء الاصطناعي والبرمجيات. وسنأتي بمهندسينا لتطوير القيادة الذاتية والركن الذاتي وكل تقنيات الذكاء الاصطناعي هنا. وبعد ذلك، إذا رأينا حاجة في السوق والبيئة مناسبة، قد نستثمر في التصنيع المحلي.

وقالت: يمكننا استبدال أو إضافة عدد كبير من الحافلات الكهربائية في مختلف المدن، وبالتعاون مع عدد كبير من المستثمرين، يمكننا طرح نموذج للدفع الشهري يسهّل التمويل. إنه أشبه بخدمة الحافلة كخدمة كنموذج عمل في المنطقة، ما يتيح تحسين النقل العام فوراً.

 

شراكات محتملة في السعودية

فيما يتعلق بالشراكات المحتملة مع أرامكو ومبادرات مثل السعودية الخضراء، قالت لي إن لدى بي واي دي حلولاً متكاملة تشمل تركيب الألواح الشمسية، وتخزين الطاقة في محطات الحافلات لتشغيلها بالكهرباء النظيفة، وأن الشركة على استعداد لدعم التحول نحو النقل الكهربائي إذا حصلت على الدعم اللازم من خلال السياسات والحوافز الحكومية لتسريع الموافقات، وتنفيذ البنية التحتية للشحن.

وأشارت إلى أن التزام الشركة في السعودية سيبدأ بالاستثمار في البحث والتطوير، ونقل تقنيات الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية، مع العمل على التعاون مع الجامعات المحلية، بما يعزز مكانة المملكة كمركز عالمي للابتكار في مجال النقل المستدام. 

ونوّهت إلى أن الشركة التي انطلقت من صناعة البطاريات، بنت استراتيجيتها على ثلاثة محاور رئيسية، هي توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتخزينها في البطاريات، واستخدامها في تشغيل السيارات الكهربائية. وأشارت إلى أن الشركة ساهمت حتى اليوم في تجنب انبعاث أكثر من 86 مليار كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل زراعة نحو 1.5 مليار شجرة.

وأشارت إلى أن الشركة تدرس على المدى البعيد إمكانات التصنيع المحلي، لكنها تعتبر أن الأولوية تتمثل في تأسيس مركز أبحاث وتطوير بالمملكة لمواءمة منتجاتها مع البيئة المحلية، والاستفادة من استثمارات بي واي دي الضخمة في الذكاء الاصطناعي والبرمجيات خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك تطوير تقنيات القيادة الذاتية والركن الذاتي.

 

منافسة BYD وتسلا 

حول المنافسة مع شركات مثل تسلا والعلامات الأوروبية، شددت لي على أن بي واي دي ليست مجرد شركة سيارات، بل شركة تكنولوجيا خضراء تقدم منتجات تجمع بين الرفاهية والتقنيات الذكية، بدءاً من التحكم الصوتي وتكنولوجيا الكهرباء المحمولة، وحتى تقنيات الترفيه داخل السيارة. وأشارت إلى أن الشركة حققت مؤخراً إنجازاً عالمياً عبر نموذج السيارة U9 Extreme التي سجلت سرعة 496.22 كيلومتر في الساعة، لتصبح أسرع سيارة على مستوى العالم.

 

وعلّقت لي على خروج بيركشاير هاثاواي من استثمارها في بي واي دي بعد 17 عاماً، قائلة إن الشراكة مع وارن بافيت وتشارلي مانغر كانت بمثابة دعم أساسي في مرحلة مبكرة للشركة من كونها صغيرة إلى أن أصبحت ما عليه الآن، وأن الصداقة والشراكة التجارية سوف تستمر إلى الأبد.

تصنيفات