حافظ سعر الذهب على استقراره قرب أعلى مستوياته على الإطلاق، رغم تراجعه الطفيف، مع تقييم المستثمرين لبيانات اقتصادية إيجابية من الولايات المتحدة وتباين تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أضافت غموضاً على توقعات خفض أسعار الفائدة.
وسجل السعر الفوري للذهب 3,743.09 دولار للأونصة صباح الخميس في سنغافورة، بزيادة 0.2%، بعدما تراجع بنسبة 0.7% في جلسة الأربعاء. وكان قد بلغ ذروته هذا الأسبوع عند 3,791.10 دولار للأونصة، مقترباً من مستوى قياسي جديد.
وتراجعت الأسعار بعد بيانات أظهرت قفزة مفاجئة في مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة خلال أغسطس، لتسجل أسرع وتيرة لها منذ أوائل 2022، ما خفّف من المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي. في الوقت ذاته، ارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته في أسبوعين، مما جعل الذهب أعلى تكلفة على معظم المشترين.
تباين داخل الفيدرالي
قال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، يوم الأربعاء، إنه يشعر بخيبة أمل لأن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لم يضع بعد أجندة واضحة لخفض الفائدة. وكان باول قد جدّد في وقت سابق من الأسبوع التأكيد على نهج الحذر في اتخاذ القرار، وسط إشارات على ضعف سوق العمل ومخاطر تضخمية قائمة.
وفي العادة، تستفيد المعادن الثمينة من بيئة أسعار فائدة منخفضة، نظراً لكونها أصولاً لا تدرّ عوائد.
دعم من البنوك المركزية والصناديق
يأتي صعود الذهب هذا العام مدعوماً بسلسلة عوامل، أبرزها خفض الفائدة الأسبوع الماضي، وارتفاع الطلب من البنوك المركزية، بما في ذلك تقارير عن خطة صينية لتولي دور أمين الحفظ على احتياطات الذهب السيادية الأجنبية، ما عزز الإقبال على المعدن.
كما شهدت صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات قوية، بلغت ذروتها في ثلاثة أعوام يوم الجمعة الماضي. وبحسب بيانات بلومبرغ، ارتفعت حيازات هذه الصناديق بمقدار 400 طن منذ بداية العام، باستثناء شهر مايو.
الترقب للإنفاق الشخصي
يتحول التركيز الآن نحو تقرير الإنفاق الشخصي في الولايات المتحدة المقرر صدوره الجمعة، والذي يُعد مقياس التضخم المفضل للفيدرالي. وتشير التوقعات إلى تباطؤ وتيرة النمو في هذا المؤشر، مما قد يعزز فرص خفض الفائدة في الأشهر المقبلة.
في الأسواق الأخرى، لم تسجل الفضة والبلاتين تغيراً يُذكر، بينما ارتفع البلاديوم. أما مؤشر بلومبرغ لقياس أداء الدولار، فقد تراجع 0.1% بعد أن كان قد صعد 0.6% في الجلسة السابقة.