منعت محكمة فيدرالية أمس الأربعاء التعريفات التجارية المتبادلة التي اقترحها الرئيس دونالد ترامب على شركاء التجارة الرئيسيين للولايات المتحدة، على أساس أن الرئيس تجاوز سلطته.

وحكمت محكمة التجارة الدولية يوم الأربعاء بأن الكونغرس يتمتع بسلطة حصرية لتنظيم التجارة مع الدول الأخرى، وأن سلطات الطوارئ التي يتمتع بها ترامب لا تتجاوز هذه السلطة.

وجاء حكم الأربعاء بناءً على دعوى قضائية رفعها مركز ليبرتي جاستس نيابة عن خمس شركات أمريكية صغيرة تستورد سلعًا من الدول المستهدفة بتعريفات ترامب.

وقضت محكمة التجارة بأن قانون سلطات الطوارئ الاقتصادية الدولية (IEEPA)، الذي استند إليه ترامب لتنفيذ أجندة التعريفات الخاصة به، لم يمنح الرئيس سلطة كافية لفرض تعريفات غير محدودة على السلع من جميع دول العالم تقريبًا.

وقالت المحكمة في حكمها: لا تعتبر المحكمة قانون سلطات الطوارئ الاقتصادية الدولية على أنه يمنح مثل هذه السلطة غير المحدودة وتلغي التعريفات المطعون فيها المفروضة بموجبه.

يشكل حكم الأربعاء تحديًا جديدًا لأجندة ترامب لفرض تعريفات تجارية مرتفعة على الدول التي تتمتع بفائض تجاري كبير مع الولايات المتحدة. لكن البيت الأبيض يمكنه الطعن في الحكم.

وكتب الفريق أن التعريفات المختلفة والمحددة على كندا والمكسيك والصين المتعلقة بالاتجار بالمخدرات تفشل لأنها لا تتعامل مع التهديدات المحددة في تلك الأوامر.

يتطلب تنفيذ التعريفات الجمركية عادةً موافقة الكونغرس.

ما الخطوة التالية؟

بدأت إدارة ترامب إجراءات الاستئناف فورًا عقب الإعلان للاستمرار بفرض التعريفات.. وقد يلزم الأمر من شهر إلى 6 أشهر للوصول إلى حكم نهائي بشأن التعريفات.

ولكن إّذا فشل الاستئناف ستكون إدارة ترامب ملزمة برد مبلغ 10 مليار دولار أمريكي والتي زعمت الإدارة جمعها بفضل فرض التعريفات على مختلف دول العالم. وتشير البيانات إلى أن الولايات المتحدة سترد للصين وحدها 3.5 مليار دولار تم جمعها تحت مظلة التعريفات التبادلية منذ أبريل الماضي.

القضاة يعلنون أن ترامب يدمر الأعمال والتجارة

أحد المدعين الرئيسيين في القضية، المدعي العام لولاية أوريغون دان رايفيلد، وصف الحكم بأنه انتصار ليس فقط لأوريغون، بل للعائلات العاملة، والشركات الصغيرة، والأمريكيين العاديين.

وقال رايفيلد في بيان: كانت تعريفة الرئيس ترامب الشاملة غير قانونية ومتهورة ومدمرة اقتصاديًا.

لقد أثارت تدابير انتقامية، ورفعت الأسعار على السلع الأساسية، ووضعت عبئًا غير عادل على العائلات الأمريكية والشركات الصغيرة والمصنعين.

الأسواق تتفاعل

تستمر عقود داو جونز في الارتفاع منذ الإعلان فجر اليوم لتسجل عند الساعة 8:43 بتوقيت السعودية 611 نقطة ارتفاع بينما يرتفع مؤشر إس آند بي 500 بـ 1.71% وترتفع عقود ناسداك بـ 2.09%.

ويأتي الارتفاع مدعومًا أيضًا بنتائج أعمال عملاق الرقائق، إنفيديا، الذي تجاوز توقعات وول ستريت ليلة أمس. وزادت النشوة بهذه النتائج مع تراجع خطر خسارة الشركة 80 مليار دولار بسبب الحظر المفروض على تصدير الرقائق الإلكترونية إلى الصين.

يرتفع مؤشر الدولار مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة المنذرة بأن الفيدرالي الآن في وقف أفضل للتمهل بشأن خفض الفائدة في ظل انحسار المخاوف، ويسجل 100.285 بارتفاع 0.51%.

أمّا عن الملاذ الآمن فيفقد جاذبيته مع تراجع المخاوف وصعود الدولار وتوقعات عدم خفض الفيدرالي الفائدة في أي وقت قريب.