قفز المؤشر العام للسوق السعودي تاسي اليوم الأربعاء إلى مستوى 11,718.99 نقطة، محققًا ارتفاعًا بنسبة 0.4%، ومواصلًا التحرك فوق متوسط 200 ساعة، في إشارة إلى استقرار الاتجاه الصاعد على المدى القصير. ومع ذلك، فإن الصورة الفنية تبدو معقدة، إذ تشير البيانات إلى وجود تشبع شرائي قوي على المؤشرات الفنية كافة، ما يعكس حالة صراع حقيقي بين استمرار الزخم الصاعد واحتمال حدوث تصحيح فني قريب.

ورغم أن العائد السنوي للمؤشر ما يزال سلبيًا عند -2.8%، فإن السيولة الإجمالية البالغة نحو 139.78 مليون سهم تؤكد استمرار النشاط الشرائي وتماسك شهية المخاطرة لدى المتداولين. ويعني ذلك أن السوق يسير حاليًا في منطقة حساسة تجمع بين الثقة والحذر في آن واحد، مما يتطلب دقة في قراءة البيانات الفنية وحركة الأموال.

تأتي هذه البيانات من منصة WarrenAI المتاحة عبر الاشتراك في إنفستنغ برو، التي تعد واحدة من أبرز أدوات التحليل المتقدمة في الأسواق المالية، إذ تجمع بين الذكاء الاصطناعي والتحليل الكمي لتقديم قراءة فورية للاتجاهات السوقية، مما يمنح المستثمرين قرارات قائمة على بيانات دقيقة وتحليلات فورية.

زخم فني استثنائي وتحذيرات من التشبع الشرائي

تشير المؤشرات الفنية — مؤشر القوة النسبية، ومؤشر التقارب والتباعد للمتوسطات المتحركة، ومؤشر الاتجاه المتوسط — إلى وجود قوة شرائية كبيرة في السوق، حيث وصل مؤشر القوة النسبية إلى 69 نقطة، واقترب مؤشرا ستوكاستيك وستوك آر إس آي من مستوى 100، وهو ما يشير إلى بلوغ السوق مستويات تشبع شرائي مرتفعة تستوجب الحذر.

 

أما المتوسطات المتحركة القصيرة والطويلة الأجل، من 5 حتى 200، فتمنح جميعها إشارة شراء متزامنة، مما يعزز الاتجاه الصاعد، لكنه أيضًا يزيد احتمالات حدوث تراجع فني قصير إذا ضعفت وتيرة الزخم. كما أن انخفاض مؤشر معدل التغير اللحظي إلى 19.92 يعكس هدوء الحركة السعرية رغم استمرار الصعود في الأيام الأخيرة.

وبحسب تحليل منصة WarrenAI، فإن المؤشر العام يقترب من مقاومة مهمة عند 11,750 نقطة، وهي منطقة اختبرها السوق عدة مرات من قبل دون أن يتمكن من اختراقها، ما يجعلها نقطة مفصلية تحدد مدى قدرة المشترين على الاستمرار في دعم الاتجاه الصاعد خلال الجلسات القادمة.

مستويات الدعم والمقاومة المفصلية

تشير البيانات إلى أن أقرب مقاومة رئيسية تقع عند 11,750 نقطة، وهي الحاجز الفني الأبرز الذي يحول دون استمرار الارتفاع. أما على الجانب الآخر، فيتمثل الدعم الأقوى عند 11,448 نقطة، وهو قريب من متوسط 200 يوم، ما يجعله مستوى دفاعيًّا مهمًا لأي تراجع محتمل.

ويتحرك السوق في نطاق عرضي محدود بين 11,600 و11,800 نقطة، وهو ما يعني أن أي اختراق واضح لأحد هذين الحدين سيؤدي إلى تحرك حاد في الاتجاه نفسه. فإذا تمكن المؤشر من تجاوز المقاومة بنجاح، فمن المتوقع أن يسجل قممًا جديدة، أما في حال كسر الدعم فسيكون التصحيح الفني أمرًا مرجحًا.

وتتيح منصة WarrenAI للمستثمرين تتبع هذه المستويات لحظة بلحظة من خلال أدواتها الذكية التي تحدث إشارات الدخول والخروج تلقائيًا، كما توفر تنبيهات فورية عند تغير الاتجاه الفني، ما يمنح المستثمرين تفوقًا استراتيجيًا في بيئة التداول سريعة التغير.

بين سخونة الزخم وهدوء السوق الظاهري

رغم أن مؤشرات الزخم لا تزال إيجابية، فإن الارتفاع السريع في مؤشرات الشراء يثير مخاوف من دخول السوق في مرحلة تصحيح قصيرة المدى. فعادة ما تسبق إشارات التشبع الشرائي عمليات جني أرباح تهدف إلى إعادة التوازن واستعادة الزخم قبل استئناف الاتجاه الصاعد.

ويرى محللو WarrenAI أن فشل المؤشر في تجاوز مستوى 11,750 نقطة قد يدفعه إلى العودة نحو 11,450 نقطة، بينما قد يؤدي اختراق ناجح للمقاومة إلى دخول مرحلة جديدة من الزخم الصعودي. ويؤكد المحللون أن استمرار التدفقات الأجنبية يشكل عامل دعم أساسي، لكن أي تذبذب في أسعار النفط أو اضطرابات في الأسواق العالمية قد يقلب الاتجاه سريعًا.

الخلاصة: القرار بيد المستثمر الهادئ

المشهد الراهن في السوق السعودي جذاب للغاية للمستثمرين المحترفين، لكنه يتطلب انضباطًا وهدوءًا في اتخاذ القرار. فمع أن الاتجاه الصاعد لا يزال قائمًا، فإن تجاهل مؤشرات التشبع الفني قد يؤدي إلى خسائر غير متوقعة على المدى القصير.

وتوصي منصة WarrenAI بضرورة مراقبة سلوك المؤشر عند مستوى 11,750 نقطة عن كثب، وضبط أوامر وقف الخسارة بدقة أسفل مستويات الدعم الرئيسية، وتجنب الدخول المفرط في المراكز الشرائية حتى يتم تأكيد الاتجاه القادم.