قادت أسهم التكنولوجيا العقود الآجلة للأسهم الأمريكية إلى الارتفاع يوم الاثنين، في محاولة لإحياء موجة الصعود التي تعطلت بسبب الشكوك حول خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، بينما يترقب المستثمرون التقرير الشهري المهم للوظائف هذا الأسبوع.

وصعدت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.7%، فيما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%. أما العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي، الذي يضم عددًا أقل من أسهم التكنولوجيا، فقد تداولت دون تغيير يُذكر.

وشهد مؤشر ناسداك فترة اتسمت بالتقلبات، وأنهى الأسبوع الماضي على انخفاض، بعدما فقدت شركات التكنولوجيا الضخمة مثل ألفابت وأمازون وبروادكوم وميتا زخمها. وعلى الرغم من ذلك، تمكن مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز من إنهاء الأسبوع على ارتفاع طفيف، رغم الهبوط الحاد الذي سجلاه يوم الخميس.

وتظل عودة البيانات الاقتصادية الكاملة إلى جدولها الطبيعي بعد انتهاء الإغلاق الحكومي غير مؤكدة بعد. ومع ذلك، سيحصل المستثمرون هذا الأسبوع على أول قراءة حكومية رسمية لحالة سوق العمل من خلال تقرير وظائف سبتمبر المقرر صدوره يوم الخميس. وسيُظهر هذا التقرير صورة متأخرة نسبيًا عن سوق العمل الأمريكي، في الوقت الذي أثار فيه مسؤولو الفيدرالي موجة من الحذر بشأن قرار الفائدة المقبل.

نتائج إنفيديا

يشهد هذا الأسبوع أيضًا صدور واحدة من آخر المجموعات الكبيرة لأرباح موسم الربع، وخاصة تلك المتعلقة بتجارة الذكاء الاصطناعي. حيث تستعد شركة إنفيديا لإعلان نتائجها يوم الأربعاء، وهو حدث يحظى دائمًا بمتابعة دقيقة من الأسواق. كما سيحصل المستثمرون على نظرة أوضح حول قوة إنفاق المستهلكين مع تقارير الشركات الكبرى بقيادة وولمارت. وتشمل قائمة الشركات التي تعلن نتائجها هذا الأسبوع: هوم ديبوت وتارغت ولووز وجاب.

تترقب الأسواق هذا الأسبوع تقرير شركة إنفيديا ربع السنوي، باعتبارها الشركة الأكبر عالميًا في قطاع الذكاء الاصطناعي والمحرك الرئيسي للأسهم التكنولوجية في وول ستريت. نتائج الشركة المنتظرة مساء الأربعاء ستحدد اتجاهات السوق، إذ أي تباطؤ في النمو أو تعليقات سلبية قد تؤدي إلى هبوط إضافي في أسهم الذكاء الاصطناعي.

ارتفع سهم إنفيديا بنحو 1000% منذ إطلاق تشات جي بي تي في نوفمبر 2022، وشهد مكاسب تفوق 40% منذ بداية العام، ما جعله أول شركة تتجاوز قيمتها السوقية 5 تريليون دولار الشهر الماضي. هذا الثقل السوقي يعني أن تحركات السهم تؤثر بشكل مباشر في مؤشرات الأسهم، إذ تمتلك الشركة وزناً بنسبة 8% في مؤشر إس آند بي وقرابة 10% في مؤشر ناسداك 100.

ويتوقع المحللون ارتفاع أرباح السهم في الربع المالي الثالث بنسبة 53.8% على أساس سنوي، مع إيرادات تصل إلى 54.8 مليار دولار. وسيُركز المستثمرون على التعليقات المتعلقة بالطلب والنفقات الرأسمالية، خاصة مع استمرار شركات كبرى مثل مايكروسوفت وأمازون في توسيع مراكز البيانات والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي دون تباطؤ.

عودة التذبذب إلى المؤشرات الأمريكية

وأنهى مؤشر ناسداك الأسبوع الماضي على تراجع بنسبة 0.5% متأثرًا بانخفاض أسهم ألفابت وأمازون وبروادكوم وميتا. وفي المقابل، حقق كل من داو جونز وستاندرد آند بورز مكاسب طفيفة رغم التراجعات العنيفة يوم الخميس.

وكتب توم لي، رئيس الأبحاث في مؤسسة فاندسترات، أن الفريق كان يتوقع أن يتسم النصف الأول من نوفمبر بالتقلبات، وهذا ما يبدو واضحًا الآن. وأشار إلى أنه رغم حل بعض عوامل القلق مثل الإغلاق الحكومي وسباق رئاسة بلدية نيويورك، فإن عوامل أخرى ما تزال قائمة.

وأضاف لي أن التوقعات رغم ذلك تشير إلى أن موجة التذبذب الحالية ستفسح المجال لموجة صعود جديدة، يمكن أن تضيف نحو 200 نقطة وتدفع مؤشر ستاندرد آند بورز لتجاوز مستوى 7000 نقطة.