تراجعت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية في التداولات الآسيوية مع انخفاض مؤشر الدولار، بعد أن صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب التوترات التجارية مجدداً بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، وإصدار جولة جديدة من الرسائل التي تفرض ضرائب أعلى على عدد من الدول.

وانخفضت عقود إس آند بي 500 ومؤشر الدولار بنسبة 0.1% يوم الخميس، بينما ارتفعت الأسهم الآسيوية مدفوعة بمكاسب في كوريا الجنوبية. في المقابل، حافظت بتكوين على قربها من مستوى قياسي سجلته الأربعاء.

وكانت الأصول البرازيلية قد تراجعت في وقت سابق بعد إعلان ترمب عن رسائل جمركية جديدة، من ضمنها فرض رسم بنسبة 50% على البضائع المستوردة من البلاد. كما ارتفعت السندات الحكومية اليابانية قبيل مزاد لسندات لأجل 20 عاماً.

النحاس يقفز مع تصاعد الحمائية الأميركية

ارتفعت أسعار النحاس بعد إعلان ترمب بدء فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات الأميركية من النحاس بدءاً من الأول من أغسطس، وهو ما سيُلحق ضرراً بالشركات المنتجة التي تعتمد على هذا المعدن الصناعي. وزادت العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.4% إلى 9,664.50 دولار للطن، فيما ارتفعت عقود كوميكس الأميركية بنحو 3%.

وقال راي أتريل، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني في سيدني: تبدو آخر أخبار الرسوم كأنها خطوات تضخمية إضافية تلحق ضرراً ذاتياً باقتصاد الولايات المتحدة، ما يدفع إلى استمرار نهج 'بيع الأصول الأميركية'.

وكان ترمب قد جدّد عزمه على المضي قدماً في فرض رسوم ضخمة على الواردات الأجنبية، بعد أن علّق تطبيق ما يُسمى بالرسوم المتبادلة حتى 9 يوليو. ورغم ذلك، عاد المستثمرون إلى الأسهم بقوة، حيث سجّل مؤشر إس آند بي 500 رقماً قياسياً الأسبوع الماضي، في تجاهل نسبي للمخاوف من أن تؤدي هذه الرسوم إلى تباطؤ كبير في الاقتصاد العالمي أو أرباح الشركات.

الموردون يسابقون الزمن قبل تطبيق الرسوم الجديدة

سارع المنتجون العالميون في الأيام الأخيرة إلى شحن النحاس إلى وجهات مثل هاواي وبورتو ريكو لتقليص أوقات التسليم، في محاولة لتفادي الرسوم الجمركية المقبلة التي أعلنها ترمب.

وفي الوقت نفسه، عمد المستثمرون المتشائمون تجاه الأصول الأميركية إلى بيع الدولار ضمن ما بات يُعرف بتجارة بيع الأصول الأميركية. وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 8.7% منذ بداية العام.

وقالت كارول كونغ، استراتيجي العملات لدى بنك الكومنولث الأسترالي: يشير التراجع في الدولار بعد إعلان رسوم النحاس إلى أن سردية 'بيع الأصول الأميركية' لا تزال قائمة، على الأقل في أسواق العملات. وأضافت: ما لم تعد إدارة ترمب إلى سياسات تقليدية وآليات تنفيذ مألوفة، فإن هذه السردية ستواصل الضغط على الدولار لفترة أطول.

رسوم متفاوتة تطال دولاً عدة

إلى جانب رسوم النحاس، أعلن ترمب الأربعاء فرض رسم جمركي بنسبة 30% على الجزائر وليبيا والعراق وسريلانكا، و25% على منتجات بروناي ومولدوفا، و20% على السلع من الفلبين. وجاءت هذه الرسوم متماشية إلى حد كبير مع النسب التي أعلنها ترمب في أبريل، مع خفض بسيط على العراق (من 39%) وسريلانكا (من 44%).

أما البرازيل، فكانت هدفاً لواحدة من أعلى الرسوم التي أُعلنت حتى الآن، حيث ستُطبق النسبة البالغة 50% في أغسطس.

وأوضح ترمب في رسالته إلى البرازيل أن القرار مرتبط بمعاملة الرئيس السابق جاير بولسونارو، داعياً السلطات إلى إسقاط التهم الموجهة إليه بشأن محاولة انقلاب مزعومة. وردّ الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا بالقول إن بلاده سترد باستخدام قانون المعاملة بالمثل.

من جهة أخرى، يتابع المستثمرون مزاد سندات حكومية يابانية لأجل 20 عاماً، في وقت تعود فيه الأنظار إلى ارتفاع العوائد بالتزامن مع اقتراب الانتخابات، ما يزيد من القلق حيال التوسّع المالي.

ويُعد هذا المزاد واحداً من عدة مبيعات دين رئيسية هذا الأسبوع، مع تسجيل ارتفاعات في عوائد بعض السندات طويلة الأجل، في إشارة إلى قلق الأسواق من تفاقم العجز في الميزانيات.