تراجعت أسعار الذهب خلال التداولات الآسيوية يوم الخميس، مواصلة انخفاضاتها الأخيرة بعد إبرام صفقة تجارية بين الولايات المتحدة واليابان ومجموعة من النتائج القوية لشركات التكنولوجيا، مما عزز شهية المخاطرة وقلص الطلب على الملاذات الآمنة.
وفقد المعدن الأصفر معظم مكاسبه التي حققها هذا الأسبوع يومي الأربعاء والخميس، متراجعاً عن أعلى مستوى له في أكثر من شهر وسط تحسن المعنويات تجاه المخاطرة.
وانخفض الذهب الفوري بنسبة 0.3% إلى 3,378.93 دولار للأونصة، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.4% إلى 3,384.60 دولار للأونصة بحلول الساعة 08:50 صباحاً بتوقيت السعودية.
وظل المعدن الأصفر في نطاق تداول قدره 200 دولار كما هو الحال معظم هذا العام، حيث واجه صعوبة في استعادة المستويات القياسية التي تجاوزت 3,500 دولار للأونصة والتي سجلها في أبريل. لكن الطلب على الذهب ظل مرناً في مواجهة حالة عدم اليقين الاقتصادي الأمريكي المتزايدة.
تراجع الذهب والمعادن الثمينة مع تعزيز صفقة تجارية وتفاؤل الذكاء الاصطناعي للمخاطرة
تعرضت أسعار الذهب والمعادن الثمينة الأوسع نطاقاً لضغوط بسبب تحسن الإقبال على المخاطرة، وهو اتجاه بدأ بشكل كبير باتفاق الولايات المتحدة واليابان على صفقة تجارية. ستواجه اليابان تعريفات أمريكية بنسبة 15% على صادراتها، وهي أقل من الرسوم البالغة 25% التي هدد بها ترامب في البداية.
وأدى الاتفاق إلى زيادة الآمال بأن واشنطن ستبرم المزيد من الصفقات التجارية قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب في 1 أغسطس لفرض تعريفات أعلى على مجموعة من الاقتصادات الكبرى.
وأشارت التقارير إلى أن الاتحاد الأوروبي كان يدرس أيضاً صفقة تجارية بتعريفات بنسبة 15%، بينما كان الاتفاق مع الهند قريباً.
وانخفض البلاتين الفوري بنسبة 0.4% إلى 1,416.99 دولار للأونصة، بينما تراجعت الفضة بنسبة 0.6% إلى 39.0645 دولار للأونصة، مع تراجع كلا المعدنين أيضاً عن المكاسب التي حققاها في وقت سابق من هذا الأسبوع.
كما تعززت شهية المخاطرة ببعض نتائج أرباح إيجابية لقطاع التكنولوجيا، بعد أن سجلت شركة Alphabet، مالكة Google، نتائج للربع الثاني أقوى من المتوقع بفضل الطلب المدفوع بالذكاء الاصطناعي.
وكان التفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي محركاً رئيسياً للإقبال على المخاطرة، بعد أن وقع ترامب يوم الأربعاء ثلاثة أوامر تهدف إلى تعزيز هذه الصناعة في الولايات المتحدة. وأدى ذلك، إلى جانب التفاؤل بشأن صفقة التجارة اليابانية، إلى وصول وول ستريت إلى مستويات قياسية يوم الأربعاء.
واستفادت المعادن الصناعية من تحسن المخاطرة. وارتفعت العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة لندن (LON:LSEG) للمعادن بنسبة 0.1% إلى 9,942.75 دولار للطن، بينما ارتفعت العقود الآجلة للنحاس في كومكس بنسبة 0.7% إلى 5.8767 دولار للرطل. وكان كلا العقدين يحققان مكاسب قوية هذا الأسبوع.
تراجع شراء الذهب في الصين بوتيرة أبطأ في النصف الأول
انخفض استهلاك الذهب في الصين بوتيرة أبطأ في النصف الأول من عام 2025، حيث ظل الطلب على الملاذ الآمن قوياً وعوض جزئياً عن ضعف الطلب على المجوهرات.
وانخفض شراء الذهب في الأشهر الستة الأولى من عام 2025 بنسبة 3.5% على أساس سنوي إلى 505.205 طن متري، مقارنة بانخفاض بنسبة 5.6% في نفس الفترة من عام 2024، وفقاً لبيانات من جمعية الذهب الصينية المدعومة من الدولة.
وكان الانخفاض مدفوعاً بشكل رئيسي بضعف الطلب على المجوهرات، حيث تردد المستهلكون في ظل ارتفاع أسعار السبائك. لكن هذا قابله جزئياً طلب مؤسسي قوي، حيث أدت حالة عدم اليقين التجاري والاقتصادي المتزايدة إلى شراء المستثمرين المزيد من السبائك.
وتعد الصين من بين أكبر مستهلكي الذهب في العالم، كما يُعتقد أن بنك الشعب يقوم بتخزين الذهب في الأشهر الأخيرة.