ارتفعت أسعار الذهب لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا يوم الثلاثاء، حيث بدا أنها تتجه نحو أفضل أداء شهري لها منذ 14 عامًا. جاء هذا الصعود مدفوعًا بمخاوف متزايدة من احتمال إغلاق حكومي في الولايات المتحدة، إلى جانب التوقعات المتنامية بخفض إضافي في أسعار الفائدة الأميركية، وهو ما عزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن.
وقال تيم ووترر، كبير محللي الأسواق في كيه سي إم تريد: إن التهديد الوشيك بإغلاق الحكومة الأميركية خلق حالة من الضبابية في السوق، وهو ما ساهم في تسريع مكاسب الذهب.
وأضاف: إن مستوى 4000 دولار يبدو الآن هدفًا واقعيًا بنهاية العام، خاصة مع استمرار ديناميكيات السوق مثل انخفاض أسعار الفائدة وبقاء بؤر التوتر الجيوسياسي.
المخاوف السياسية والتوقعات النقدية
لم يحقق الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعارضوه الديمقراطيون تقدمًا يُذكر خلال اجتماع في البيت الأبيض كان يهدف لتفادي إغلاق حكومي قد يعرقل مجموعة واسعة من الخدمات اعتبارًا من يوم الأربعاء.
في الوقت نفسه، ساهمت البيانات الاقتصادية الأخيرة في تعزيز التوقعات بمزيد من الخفض في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام. ووفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية المتاحة على موقع إنفستنغ السعـودية، فقد قام المتعاملون بتسعير احتمال بنسبة تقارب 89% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل للفيدرالي.
من جانبه، صرح ألبرتو موسالم، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، بأنه منفتح على إجراء المزيد من الخفض في أسعار الفائدة، لكنه شدد على أن الفيدرالي يجب أن يتحلى بالحذر وأن يبقي معدلات الفائدة مرتفعة بما يكفي لمواصلة الضغط على التضخم.
دلالات السوق وتوجهات المستثمرين
يُعرف الذهب تاريخيًا بكونه ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطراب السياسي والمالي، كما أنه يزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وفي مؤشر واضح على معنويات المستثمرين، أعلن صندوق إس بي دي آر غولد ترست، وهو أكبر صندوق تداول مدعوم بالذهب في العالم، أن حيازاته ارتفعت بنسبة 0.60% لتصل إلى 1011.73 طنًا متريًا يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو 2022.
وينتظر المستثمرون الآن بيانات أميركية هامة تشمل فرص العمل، وأعداد الوظائف في القطاع الخاص، ومؤشر مديري المشتريات الصناعي ISM، إلى جانب تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، وذلك للحصول على مزيد من المؤشرات حول صحة الاقتصاد الأميركي.
الذهب عند التسوية أمس
ارتفعت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات الإثنين، مع تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل مخاوف إغلاق الحكومة الأمريكية، وتراجع الدولار، وبدعم من توقعات مواصلة الفيدرالي تيسير تكاليف الاقتراض.
وزادت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم ديسمبر بنسبة 1.21% أو ما يعادل 46.2 دولار إلى 3855.20 دولار للأوقية، لتسجل مستوى قياسي جديد.
الذهب والدولار الآن
ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.9% ليصل إلى 3866.90 دولار للأونصة. وبذلك يكون الذهب قد حقق مكاسب بنسبة 12.1% منذ بداية سبتمبر، ليقترب من تسجيل أفضل شهر له منذ أغسطس 2011 إذا استمر الزخم الحالي.
كما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1% لتسجل 3894.90 دولار.
على الجانب الآخر، تراجعت عقود مؤشر الدولار بحوالي 0.1%.
المعادن الأخرى
أما في المعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.3% لتسجل 47.05 دولار للأونصة، محققة مكاسب بلغت 18.6% منذ بداية الشهر. في المقابل، تراجع البلاتين بنسبة 0.5% ليصل إلى 1593.41 دولار، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.1% إلى 1266.53 دولار.