تعيش الحكومة الفيدرالية الأمريكية حالة إغلاق جزئي نتيجة الفشل في تمرير مخصصات الموازنة لبدء السنة المالية الجديدة. وقد هدد الرئيس ليس فقط بفرض إجازات إجبارية على العديد من موظفي الحكومة غير الأساسيين، بل بإقالتهم بشكل دائم. يُذكر أنه حتى يوم أمس، قبل نحو 150 ألف موظف فيدرالي عرض الحكومة بخصوص التسوية المالية لإنهاء خدماتهم.
يُسجل أطول إغلاق حكومي في هذه الدراما السياسية المتكررة 35 يومًا خلال الولاية الأولى للرئيس السابق دونالد ترامب. وتثار المخاوف من أن يمتد هذا الإغلاق الحالي لفترة طويلة أيضًا. في أسواق الصرف، بدا أن الدولار الأمريكي يتحرك في نطاق ضيق ومختلط، إذ استعاد بعض استقراره في التداولات الأوروبية المتأخرة بعد تعرضه لموجة بيع في البداية.كما يُظهر الدولار الأمريكي قوة نسبية مقابل معظم عملات الأسواق الناشئة.
في المقابل، أدى صعود الين الياباني، الذي يُعد الأقوى بين عملات مجموعة العشر خلال الأيام الأخيرة، إلى الضغط على الأسهم اليابانية. لكن أسواق منطقة آسيا والمحيط الهادئ الأخرى اتجهت للصعود، باستثناء أستراليا التي مثلت الاستثناء الأبرز اليوم، بينما ظلت أسواق الصين وهونغ كونغ مغلقة بسبب العطلة الوطنية. أما في أوروبا، فقد ارتفع مؤشر Stoxx 600 للجلسة الرابعة على التوالي، مسجلًا أطول موجة صعود منذ مايو الماضي.الدولار الأمريكي: بعد ثلاثة أيام من التراجع، بلغ مؤشر الدولار الأمريكي مستوى تصحيح (38.2%) لموجة الصعود التي أعقبت اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، عند 97.70 نقطة.
ويقع مستوى التصحيح (50%) قرب 97.40 نقطة، وهو ما اقترب منه المؤشر اليوم، بينما يتمركز مستوى التصحيح (61.8%) قليلاً دون 97.15 نقطة. وتشير التوقعات إلى أن منطقة 97.70-97.80 قد تشكل سقفًا قريب المدى للمؤشر. ومع استمرار إغلاق أجزاء كبيرة من الحكومة الفيدرالية، يزداد الاعتماد على بيانات القطاع الخاص.
البيانات الاقتصادية:
يصدر اتحاد مصرفيي الرهن العقاري بياناته الأسبوعية حول طلبات الرهن العقاري، فيما تصدر أيضًا القراءة النهائية لمؤشر مديري المشتريات الصناعي لشهر سبتمبر، ومؤشر ISM الصناعي، إضافةً إلى بيانات مبيعات السيارات، وجميعها من مصادر غير حكومية. وعلى الأرجح، يُعتبر تقرير الوظائف في القطاع الخاص الصادر عن مؤسسة ADP الأهم اليوم، إذ أثبت قدرته على توقع نتائج مكتب إحصاءات العمل (BLS) بدقة تفوق توقعات الاقتصاديين.
في الأشهر الثمانية الأولى من العام، قدّرت مؤسسة ADP أن القطاع الخاص الأمريكي أضاف في المتوسط 80.4 ألف وظيفة شهريًا. ومع التعديلات، قدّر مكتب إحصاءات العمل متوسطًا أقرب إلى 74 ألف وظيفة. أما في عام 2024، فقدّر المكتب أن القطاع الخاص الأمريكي خلق نحو 130 ألف وظيفة شهريًا في المتوسط، بينما قدّرت ADP الرقم بأكثر من 144 ألف وظيفة. ومن المتوقع أن تصدر بيانات مبيعات السيارات تباعًا خلال اليوم.
وتُشير التوقعات الوسطية في استطلاع بلومبرغ إلى تسجيل وتيرة سنوية قدرها 16.2 مليون سيارة. وحتى أغسطس، بلغ المتوسط 16.26 مليون سيارة، مقارنةً بـ 15.52 مليون سيارة خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024.