ارتفعت الأسهم في آسيا لليوم الثالث بعدما عزز الزخم الإيجابي مكاسب الأسهم في وول ستريت، في إشارة إلى أن موجة الصعود المرتقبة لنهاية العام في الأسهم العالمية بدأت تترسخ.
صعد مؤشر إم إس سي آي لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 0.6% يوم الثلاثاء، بعد أن سجّل مؤشر الأسهم العالمية مستوى إغلاق قياسياً جديداً.
كما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في التداولات الآسيوية بشكل طفيف، بعدما أضاف مؤشر إس آند بي 500 نسبة 0.6% خلال تعاملات الليل.
وفي أسواق السلع، واصل الذهب صعوده ليحقق مستوى قياسياً جديداً، مسجلاً بذلك اليوم الخمسين الذي يكسر فيه الأرقام القياسية هذا العام.
ظل الين الياباني محور تركيز رئيسي لمتداولي العملات، إذ ارتفع لليوم الثاني وتجاوز مستوى 157 يناً مقابل الدولار.
وجاء ذلك بعد أن قالت وزيرة المالية ساتسوكي كاتاياما في مقابلة إن البلاد تتمتع بحرية كاملة لاتخاذ إجراءات جريئة حيال تحركات العملة.
وشكلت هذه التصريحات أقوى تحذير حتى الآن للمضاربين، عقب تراجع الين إلى مستوى 157.78، حتى بعد قيام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة يوم الجمعة.
ومع تمدد تعافي الين، واصل مؤشر الدولار تراجعه بعدما انخفض بنسبة 0.4% يوم الإثنين.
زخم إيجابي يمتد من وول ستريت إلى آسيا
قال رودريغو كاتريل، محلل استراتيجيات العملات لدى بنك أستراليا الوطني إن الأجواء الإيجابية للمخاطر التي سادت جلسة نيويورك تمتد الآن إلى جلسة آسيا والمحيط الهادئ الصباحية.
وأضاف: نحن في بيئة تداول هادئة قبيل عطلة عيد الميلاد، لكن في الوقت الراهن فإن الاتجاه الأرجح هو استمرار ضعف الدولار الأميركي
وساعد المزاج الإيجابي بين مستثمري الأسهم مؤشر إس آند بي 500 على محو خسائر ديسمبر خلال تعاملات الليل، ووضعه على مسار تسجيل ثامن شهر متتالٍ من المكاسب، وهو ما سيكون أطول سلسلة صعود منذ عام 2018. وقادت شركتا تسلا وإنفيديا مكاسب أسهم الشركات الكبرى.
السوق تتوقع استمرار الصعود في 2026
بعد عام قوي للأسهم، يبقى السؤال الأبرز هو ما إذا كان المستثمرون سيحملون هذا المزاج الإيجابي معهم إلى عام 2026.
تواصل المراكز الاستثمارية في الأسهم ارتفاعها، فيما يحافظ مديرو الصناديق على مستويات قياسية منخفضة من السيولة النقدية.
وتتفوق توقعاتهم بمواصلة الصعود على المخاوف المتعلقة بارتفاع تقييمات أسهم التكنولوجيا. كما يراقب المستثمرون عن كثب مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، مع تسعير خفضين لأسعار الفائدة العام المقبل.
وقال عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي ستيفن ميران في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ إن البنك المركزي يخاطر بإشعال ركود اقتصادي، ما لم يواصل خفض أسعار الفائدة العام المقبل.
أشار كين وونغ، المتخصص في محافظ الأسهم الآسيوية لدى إيستسبرينغ إنفستمنتس في هونغ كونغ، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ إلى أنه على الرغم من أننا شهدنا بعض التراجع وشيئاً من الإرهاق المرتبط بالذكاء الاصطناعي، فإننا نعتقد أن عام 2026 لا يزال مرشحاً ليكون قوياً إلى حد ما، لأن الشركات بشكل عام لا تزال تنفق بشكل كبير على النفقات الرأسمالية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
الأسهم الصينية تتراجع
تراجعت الأسهم الصينية عن أداء نظرائها في آسيا بعد أن خفّض محللو سيتي غروب تصنيفها، مشيرين إلى مراجعات أقل إيجابية للأرباح، وتوقعات اقتصادية كلية فاترة. وفي المقابل، رفع الفريق تصنيف تايوان إلى زيادة الوزن من محايد، مستندين إلى ارتباطها العميق بسلاسل الإمداد العالمية للذكاء الاصطناعي.
وفي سياق منفصل، قالت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية إنها ستحظر معظم الطائرات المسيّرة المصنّعة في الخارج، ومكوناتها الأساسية، قبل يوم واحد من الموعد النهائي لإدراج شركة إس زي دي جي آي تكنولوجي الصينية لصناعة الطائرات المسيّرة ضمن ما يُعرف بقائمة الكيانات المشمولة بالحظر.
وفي أماكن أخرى، استقرت أسعار النفط بعد أربعة أيام من المكاسب، مع استمرار الولايات المتحدة في حصار شحنات الخام القادمة من فنزويلا.
استقر خام برنت قرب 62 دولاراً للبرميل بعد أن ارتفع بنحو 5% خلال الجلسات الأربع السابقة، في حين اقترب خام غرب تكساس الوسيط من مستوى 58 دولاراً.
وكانت الولايات المتحدة قد سيطرت على ناقلتي نفط، وتسعى إلى ملاحقة ناقلة ثالثة، مع تكثيف واشنطن الضغط على حكومة نيكولاس مادورو.